(قُلِ اللهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٤٦) وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللهِ ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (٤٧) وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ)(٤٨)
(قُلِ اللهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي : يا فاطر. وقد سبق تفسيرها.
كان الربيع بن خثيم قليل الكلام ، فلما قتل الحسين عليهالسلام قالوا : اليوم يتكلم ، فلما أخبروه بقتله لم يزد على قراءة هذه الآية (١).
قوله تعالى : (وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللهِ ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ) أي : ظهر لهم من سخطه وعذابه ما لم يكن في حسابهم.
وقيل : عملوا أعمالا حسبوها حسنات ، فإذا هي سيئات.
جزع محمد بن المنكدر عند موته ، فقيل له : [لم تجزع](٢)؟ فقال : أخشى آية من كتاب الله تعالى : (وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللهِ ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ)(٣).
سمعت شيخنا أبا محمد عبد الله بن أحمد بن قدامة رضي الله عنه يقول : أخبرنا الحافظ أبو موسى محمد بن أبي بكر الأصفهاني في كتابه ، أخبرنا عبد الرزاق بن محمد بن الشرابي ، [أنا سعيد بن محمد بن سعيد الولي ، أنا علي بن أحمد بن علي
__________________
(١) أخرجه ابن سعد في طبقاته (٦ / ١٩٠).
(٢) زيادة من المصادر التالية.
(٣) أخرجه أبو نعيم في الحلية (٣ / ١٤٦). وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (٢ / ١٤٤).