إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز [ ج ٦ ]

رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز [ ج ٦ ]

488/635
*

وهذا الذي ذكرناه من قطع أعناقها وسوقها هو المشهور في التفسير ، وإنما فعل ذلك تقرّبا إلى الله تعالى وكفارة لما فعل ، وقد كانت الخيل مباحة في شرعهم كبهيمة الأنعام لنا.

وروى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال : كان يمسح سوقها وأعناقها ويكشف الغبار عنها حبّا لها (١).

وقال قوم : حبسها في سبيل الله وكوى سوقها وأعناقها بكيّ الصدقة (٢).

(وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ)(٣٤)

قوله تعالى : (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ) أي : أعليناه واختبرناه بسلب ملكه.

وكان السبب في ذلك : ما حدثناه شيخنا الإمام أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي رضي الله عنه قال : أخبرنا أحمد بن المبارك ، أخبرنا جدي لأمي أبو المعالي ثابت بن بندار ، أخبرنا أبو علي بن دوما ، أخبرنا مخلد بن جعفر ، أخبرنا الحسن بن علي ، أخبرنا إسماعيل بن عيسى ، أخبرنا إسحاق بن بشر ، أخبرنا جويبر (٣) ، عن الضحاك ، عن ابن عباس قال : كان سليمان عليه الصلاة والسّلام رجلا غزّاء ، يغزو في البر والبحر ، فسمع بملك في جزيرة من جزائر البحر ، فركب

__________________

(١) أخرجه الطبري (٢٣ / ١٥٦) ، وابن أبي حاتم (١٠ / ٣٢٤١). وذكره السيوطي في الدر (٧ / ١٧٨) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

(٢) ذكره البغوي في تفسيره (٤ / ٦١).

(٣) جويبر بن سعيد الأزدي ، أبو القاسم البلخي ، ويقال اسمه جابر ، وجويبر لقب ، نزيل الكوفة ، راوي التفسير ، ضعيف جدا ، مات بعد الأربعين (تهذيب التهذيب ٢ / ١٠٦ ، والتقريب ص : ١٤٣).