أيديهم».
وقراءة ابن مسعود : «في أيمانهم» وقال : فهي يعني الأغلال والله إلى الأذقان .. إليها .. مقمحون.
قال الفراء والزجاج (١) : المقمح : الغاضّ بصره بعد رفع رأسه. يقال : أقمح البعير رأسه وقمح ؛ إذا رفعه ولم يشرب الماء (٢) ، وأنشدوا لشاعر يذكر سفينة كانوا فيها :
ونحن على جوانبها قعود |
|
نغضّ الطّرف كالإبل القماح (٣) |
قال الأزهري (٤) : أراد الله تعالى أن أيديهم لما غلّت عند أعناقهم رفعت الأغلال أذقانهم ورؤوسهم صعدا ، فهم مرفوعوا الرؤوس برفع الأغلال إياها.
قوله تعالى : (وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا) قرأ حمزة والكسائي وحفص : «سدّا» بفتح السين في الحرفين ، وضمّها الباقون (٥). وقد أشرنا إلى الفرق بينهما في الكهف (٦).
__________________
(١) معاني الفراء (٢ / ٣٧٣) ، والزجاج (٤ / ٢٧٩).
(٢) انظر : اللسان ، مادة : (قمح).
(٣) البيت لبشر بن أبي خازم الأسدي. انظر : ديوانه (ص : ٤٨) ، والبحر المحيط (٧ / ٣١١) ، واللسان ، مادة : (قمح) ، ومجاز القرآن (٢ / ١٥٧) ، وتهذيب اللغة (٤ / ٨١) ، والدر المصون (٥ / ٤٧٦) ، وزاد المسير (٧ / ٤٤) ، وروح المعاني (٢٢ / ٢١٤).
(٤) تهذيب اللغة (٤ / ٨٢).
(٥) الحجة للفارسي (٣ / ٣٠٥) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٥٩٦) ، والكشف (٢ / ٢١٤) ، والنشر (٢ / ٣١٥) ، والإتحاف (ص : ٢٩٥) ، والسبعة (ص : ٥٣٩).
(٦) آية رقم : ٩٤.