يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) (٦)
قوله تعالى : (ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها) أي : ما يطلق الله تعالى من نعمة مطر أو رزق أو صحة أو [أمن](١) أو غير ذلك ، أي : لما يمسكه.
وقرئ شاذا : «فلا مرسل لها» (٢) ، رجوعا إلى الرحمة من بعده من النعم التي لا يحاط بعددها.
(فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ) من ذلك (فَلا مُرْسِلَ لَهُ [مِنْ بَعْدِهِ])(٣) أي : من بعد إمساكه ؛ كقوله تعالى : (فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ) [الجاثية : ٢٣] أي : من بعد هدايته (٤) ، (وَهُوَ الْعَزِيزُ) القادر على الفتح والإمساك ، (الْحَكِيمُ) في فتحه وإمساكه على من يريد.
قوله تعالى : (اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ) أي : اشكروها بمعرفة حقها وطاعة موليها.
والظاهر : أنه خطاب لجميع الناس لانغمارهم في نعم الله تعالى.
وقال ابن عباس وغيره : يريد : يا أهل مكة اذكروا نعمة الله عليكم حيث
__________________
(١) في الأصل : من. والتصويب من الكشاف (٣ / ٦٠٦).
(٢) ذكر هذه القراءة أبو حيان في : البحر (٧ / ٢٨٦).
(٣) زيادة على الأصل.
(٤) هو قول الزمخشري في الكشاف (٣ / ٦٠٦).
قال أبو حيان في البحر (٧ / ٢٨٦) : وهو تقدير فاسد لا يناسب الآية ، جرى فيه على طريقة الاعتزال.