وعن ربعي بن حراش (١) قال : سمعت حذيفة بن اليمان يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم وذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب : «فبينا هم كذلك إذ خرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فورة ذلك حتى ينزل دمشق فيبعث جيشين ، جيشا إلى المشرق وجيشا إلى المدينة ، حتى ينزلوا بأرض بابل في المدينة الملعونة والبقعة الخبيثة ، فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ، [ويفتضون](٢) بها أكثر من مائة امرأة ، ويقتلون بها أكثر من ثلاثمائة كبش من بني العباس ، ثم ينحدرون إلى الكوفة [فيخربون](٣) ما حولها ، ثم يخرجون متوجهين إلى الشام ، فتخرج راية هدى من الكوفة ، [فتلحق](٤) ذلك الجيش منها على ليلتين فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر ، ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم ، ويحل جيشه الثاني بالمدينة فينتهبونها ثلاثة أيام ولياليها ، ثم يخرجون متوجهين إلى مكة ، حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله تعالى جبريل فيقول : يا جبريل! اذهب فأبدهم ، فيضربها برجله ضربة فيخسف الله تعالى بهم ، فذلك قوله تعالى في سورة سبأ : (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ) ، فلا [ينفلت](٥) منهم إلا رجلان ، أحدهما بشير والآخر نذير ،
__________________
(١) ربعي بن حراش بن جحش بن عمرو بن عبد الله بن بجاد العبسي ، أبو مريم الكوفي ، قدم الشام وسمع خطبة عمر بالجابية ، قال العجلي : تابعي ثقة من خيار الناس ، لم يكذب كذبة قط. مات سنة مائة (تهذيب التهذيب ٣ / ٢٠٥ ، والتقريب ص : ٢٠٥).
(٢) في الأصل : ويقتضون. والصواب ما أثبتناه.
(٣) في الأصل : فيخرجون. والتصويب من الطبري (٢٢ / ١٠٧).
(٤) في الأصل : فتحلق. والتصويب من الطبري ، الموضع السابق.
(٥) في الأصل : يلتفت. والتصويب من الطبري ، الموضع السابق.