عزلتهن من نسائك عن القسم [وأردت](١) ضمّها وإيوائها إليك فلا إثم عليك ، ولا حرج عليك في ذلك ولا عتب ، (ذلِكَ) التخيير الذي خيرناك والتفويض إلى مشيئتك (أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَ) أقرت قرة أعينهن ورضاهن جميعا لكونه منزلا من عند الله.
قال قتادة : إذا علمن أن هذا جاء من الله تعالى كان أطيب لأنفسهن وأقلّ لحزنهن (٢).
قرأ الأكثرون : «كلّهن» برفع اللام ، أي : يرضين كلهن. وقرئ شاذا : «كلّهن» بالنصب (٣) ، تأكيدا ل «هنّ» في «آتيتهن» ، والمعنى واحد.
(لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً)(٥٢)
قوله تعالى : (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ) قرأ أبو عمرو : «لا تحلّ» بالتاء ، لتأنيث الجمع ، والباقون بالياء (٤) ؛ لأن تأنيث الجمع غير حقيقي ، وإذا جاز بغير فصل كقوله تعالى : (وَقالَ نِسْوَةٌ) كان مع الفصل أجوز من بعد ، أي : من بعد التسع.
قال الشعبي : لما خيرهن النبي صلىاللهعليهوسلم فاخترن الله ورسوله شكر الله لهن ذلك
__________________
(١) في الأصل : وأرت.
(٢) أخرجه الطبري (٢٢ / ٢٨). وذكره الماوردي (٤ / ٤١٦).
(٣) ذكر هذه القراءة أبو حيان في البحر (٧ / ٢٣٥) ، والسمين الحلبي في الدر المصون (٥ / ٤٢٣).
(٤) الحجة للفارسي (٣ / ٢٨٦) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٥٧٩) ، والكشف (٢ / ١٩٩) ، والنشر (٢ / ٣٤٩) ، والإتحاف (ص : ٣٥٦) ، والسبعة (ص : ٥٢٣).