آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللهُ يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَلِيماً)(٥١)
قوله تعالى : (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَ) نزلت مبيحة للنبي صلىاللهعليهوسلم مصاحبة نسائه ومعاشرتهن كيف شاء من غير حرج عليه ؛ تخصيصا له وتفضيلا.
تعالى : (تُرْجِي) أي : تؤخر. ومن القرّاء السبعة من يهمزه ، ومنهم من لا يهمزه (١). وقد سبق ذكره.
والمعنى : تؤخر من تشاء بالطلاق. قاله ابن عباس (٢).
وقال مجاهد : تؤخر من تشاء فتعزلها عن أزواجك فلا تأتيها (٣).
قال المفسرون : كان القسم والتسوية بينهن واجبا عليه ، فلما نزلت هذه الآية سقط عنه وصار الاختيار إليه فيهن (٤).
قال أبو رزين : كان ممن آوى : عائشة وأم سلمة وزينب وحفصة ، وكان ممن أرجأ : سودة وجويرية وصفية وأم حبيبة وميمونة ، وكان يقسم لهن ما شاء ، وكان أراد أن يفارقهن فقلن : اقسم لنا ما شئت من نفسك ودعنا نكون على حالنا (٥).
__________________
(١) الحجة للفارسي (٣ / ٢٨٦) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٥٧٨) ، والنشر (١ / ٤٠٦) ، والإتحاف (ص : ٣٥٦) ، والسبعة (ص : ٥٢٣).
(٢) أخرجه الطبري (٢٢ / ٢٥) ، وابن أبي حاتم (١٠ / ٣١٤٦). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٦٣٣) وعزاه لابن جرير.
(٣) أخرجه الطبري (٢٢ / ٢٥) ، وابن أبي حاتم (١٠ / ٣١٤٦) ، ومجاهد (ص : ٥١٩) بالمعنى. وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٦٣٥) وعزاه للفريابي وابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٤) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٤٧٨).
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة (٣ / ٥٠١) ، والطبري (٢٢ / ٢٥).