قال قتادة : وكانت هذه الآية أول آية نزلت في النساء ، فذكرن بخير (١).
(وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً)(٣٦)
قوله تعالى : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ) قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وجمهور المفسرين : نزلت في زينب بنت جحش وأخيها عبد الله ، وكانا ابني عمة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم خطبها لزيد بن حارثة مولاه ، فظنت أنه يخطبها لنفسه ، فرضيت ، فلما علمت أنه يريدها لزيد كرهت وكره أخوها ، وقالا : لا نرضاه ، وكانت زينب امرأة بيضاء جسيمة وسيمة ، وكان فيها حدّة ، فقالت : أنا ابنة عمتك وأتم نساء قريش ، فكيف أرضاه لنفسي ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، فبادرت بصريح إيمانها فقالت : أمري بيدك يا رسول الله ، فزوّجها به (٢).
قال مقاتل (٣) : وساق لها عشرة دنانير وستين درهما ، وخمارا وملحفة ، [ودرعا وإزارا](٤) ، وخمسين مدّا من طعام ، وعشرة أمداد من تمر.
وقال ابن زيد : نزلت في أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ، وكانت وهبت
__________________
(١) ذكره الماوردي (٤ / ٤٠٤).
(٢) أخرجه الطبري (٢٢ / ١١ ـ ١٢). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٦ / ٦٠٩ ـ ٦١٠) وعزاه لابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس.
ومن طريق آخر عن قتادة ، وعزاه لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني.
ومن طريق آخر عن مجاهد ، وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير.
(٣) تفسير مقاتل (٣ / ٤٧).
(٤) زيادة من تفسير مقاتل ، الموضع السابق.