النضر (١) ، حدثنا شعبة (٢) ، عن أبي إسحاق (٣) قال : سمعت الأغر (٤) قال : أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد أنهما شهدا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده» (٥). هذا حديث صحيح أخرجه مسلم عن ابن مثنى عن محمد بن جعفر عن شعبة.
قوله تعالى : (أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) خبران. والتقدير في قوله تعالى : (وَالذَّاكِراتِ وَالْحافِظاتِ) : والذاكراته ، والحافظاتها ، فحذف المفعول (٦).
والمعنى : أعد الله لهم مغفرة لذنوبهم وأجرا عظيما لعملهم.
__________________
(١) النضر بن شميل المازني ، أبو الحسن النحوي البصري ، نزيل مرو ، كان إماما في العربية والحديث ، ثقة ثبت ، مات في أول سنة أربع ومائتين (تهذيب التهذيب ١٠ / ٣٩٠ ، والتقريب ص : ٥٦٢).
(٢) شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي الأزدي مولاهم ، أبو بسطام الواسطي ثم البصري ، كان ثقة مأمونا ثبتا حجة ، صاحب حديث ، وكان من سادات أهل زمانه حفظا وإتقانا وورعا وفضلا ، وهو أول من فتش بالعراق عن أمر المحدثين وجانب الضعفاء والمتروكين ، وصار علما يقتدى عليه بعده أهل العراق ، ولد سنة اثنتين وثمانين ، ومات سنة ستين ومائة (تهذيب التهذيب ٤ / ٢٩٧ ـ ٣٠٢ ، والتقريب ص : ٢٦٦).
(٣) عمرو بن عبد الله بن عبيد ، ويقال : علي ، ويقال : بن أبي شعيرة ، أبو إسحاق السبيعي ، ثقة مكثر عابد ، اختلط بأخرة ، مات سنة تسع وعشرين ومائة. وقيل : قبل ذلك (تهذيب التهذيب ٨ / ٥٦ ـ ٥٨ ، والتقريب ص : ٤٢٣).
(٤) الأغر أبو مسلم المدني ، تابعي ثقة ، نزل الكوفة (تهذيب التهذيب ١ / ٣١٩ ، والتقريب ص : ١١٤).
(٥) أخرجه مسلم (٤ / ٢٠٧٤ ح ٢٧٠٠).
(٦) انظر : الدر المصون (٥ / ٤١٦).