قال مقاتل (١) : مكان كل حسنة تثبت عشرين حسنة ، (وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً) : حسنا ، وهو الجنة.
(يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (٣٢) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (٣٣) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا) (٣٤)
ثم أظهر فضيلتهن على سائر النساء فقال تعالى : (يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ). قال الزجاج (٢) : لم يقل : كواحدة من النساء ؛ لأن «أحدا» نفي عام للمذكر والمؤنث والواحد والجماعة.
قال ابن عباس : ليس قدر كنّ عندي مثل قدر غيركنّ من النساء الصالحات ، أنتنّ أكرم عليّ وأنا بكنّ أرحم وثوابكنّ أعظم إن [اتقيتنّ](٣) الله. وشرط عليهن التقوى ؛ بيانا أن فضلهنّ إنما يكون بالتقوى لا بمجرد اتصالهنّ بالرسول صلىاللهعليهوسلم (٤).
واختلفوا في جواب هذا الشرط ؛ فقال قوم : جوابه مدلول قوله تعالى : (لَسْتُنَ
__________________
(١) تفسير مقاتل (٣ / ٤٤).
(٢) معاني الزجاج (٤ / ٢٢٤).
(٣) في الأصل : اتقتن.
(٤) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٤٦٩).