قوله تعالى : (وَكانَ ذلِكَ) يعني مضاعفة العذاب لهن (عَلَى اللهِ يَسِيراً) هينا.
وفي هذا إعلام بأن تزويجهن برسول الله صلىاللهعليهوسلم ليس بدافع عنهن العذاب ، وكيف وهو السبب في مضاعفته لهن.
قوله تعالى : (وَمَنْ يَقْنُتْ) قرأ ابن عامر من رواية الوليد ، ويعقوب من رواية زيد عنه : «تقنت» بالتاء (١).
وقرأ حمزة والكسائي : ويعمل صالحا يؤتها بالياء فيهما (٢).
قال أبو علي (٣) : لم يختلفوا في «يقنت» أنها بالياء المنقطة من تحت ، وذلك لأن الفعل مسند إلى ضمير «من» هو مذكّر ، وكذلك من قرأ : «ويعمل» بالياء ، حمل ذلك أيضا على لفظ من دون معناها. ومن قرأ : «وتعمل» بالتاء المنقوطة من فوق ، فإنه لما لم يبين فاعل الفعل ، وذكر بعده ما دلّ على أن الفعل لمؤنث حمل على المعنى فأنّث.
فأما الياء والنون في «نؤتها» ، فالياء لما تقدم من الغيبة في قوله تعالى : (لِلَّهِ وَرَسُولِهِ) ، والنون على الرجوع من الغيبة إلى الخطاب ، وقد ذكرنا أن القنوت : الطاعة.
(وَتَعْمَلْ صالِحاً) فيما بينها وبين ربها ، (نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ).
__________________
(١) ذكر هذه القراءة القرطبي في الجامع (١٤ / ١٧٦) ، وأبو حيان في البحر (٧ / ٢٢١).
(٢) الحجة للفارسي (٣ / ٢٨٣) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٥٧٦) ، والكشف (٢ / ١٩٦) ، والنشر (٢ / ٣٤٨) ، والإتحاف (ص : ٣٥٥) ، والسبعة (ص : ٥٢١).
(٣) الحجة (٣ / ٢٨٣ ـ ٢٨٤).