الجوزاء ، وأبو عمران الجوني (١).
قال قتادة : بسطوا ألسنهم فيكم وقت قسمة الغنيمة يقولون : أعطونا ، فلستم بأحق بها منا. فأما عند البأس فأجبن قوم وأخذ له للحق ، وأما عند القسمة فأشح قوم ، وهو قوله تعالى : (أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ)(٢).
والنصب فيه على الحال (٣) ، أو على الذم ، يريك بخلا بالغنيمة يشاحون المؤمنين فيها عند القسمة.
وقيل : «أشحّة على الخير» : وهو ظفر النبي صلىاللهعليهوسلم.
وقيل : إنفاقهم في سبيل الله.
(أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا) لأنهم منافقون يضمرون من الكفر خلاف ما يظهرون من الإيمان ، (فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمالَهُمْ).
قال مقاتل (٤) : أبطل الله تعالى جهادهم ؛ لأنه لم يكن في إيمان.
(وَكانَ ذلِكَ) الإحباط ، أو ذلك النفاق (عَلَى اللهِ يَسِيراً) هيّنا.
وفي هذه الآية بيان واضح ودليل قاطع على أن الأعمال الصالحة لا تجدي نفعا إلا [بانضمام](٥) الإيمان إليها ، وأن الإيمان باللسان ليس بإيمان حتى يواطئه القلب.
__________________
(١) ذكر هذه القراءة ابن الجوزي في زاد المسير (٦ / ٣٦٦) ، وأبو حيان في البحر المحيط (٧ / ٢١٥).
(٢) أخرجه الطبري (٢١ / ١٤١) ، وابن أبي حاتم (٩ / ٣١٢٢). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٥٨٢) وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم.
(٣) انظر : التبيان (٢ / ١٩١) ، والدر المصون (٥ / ٤٠٨).
(٤) تفسير مقاتل (٣ / ٤١).
(٥) في الأصل : بانتضمام.