إلينا (١).
قال ابن زيد : انصرف رجل يوم الخندق من عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى أهله ، فوجد أخاه لأبيه وعنده شواء ونبيذ ، فقال له : أنت هاهنا ورسول الله صلىاللهعليهوسلم بين الرماح والسيوف ، فقال : هلم إليّ لقد أحيط بك وبصاحبك ، والذي يحلف به لا يستقبلها محمد أبدا. فقال له أخوه : كذبت والذي يحلف به ، أما والله لأخبرن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأمرك ، فذهب إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليخبره ، فوجد جبريل قد نزل بهذه الآية إلى قوله تعالى : (يَسِيراً)(٢).
وقال ابن السائب : كان عبد الله بن أبيّ ومعتب بن قشير [والمنافقين](٣) الذين رجعوا من الخندق إلى المدينة إذا جاءهم منافق قالوا له : ويحك اجلس فلا تخرج ، ويكتبون بذلك إلى إخوانهم الذين في العسكر أن ائتونا بالمدينة ، وكانوا لا يأتون العسكر إلا أن لا يجدوا بدا ، فيأتون ليرى الناس وجوههم ، فإذا غفل عنهم عادوا إلى المدينة ، فنزلت هذه الآية (٤).
وقد سبق الكلام على «هلمّ» في الأنعام.
(وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلاً) أي : إتيانا قليلا للرياء والسمعة ، ولو كان الله لكان كثيرا.
__________________
(١) هو قول قتادة ، أخرجه الطبري (٢١ / ١٣٩). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٥٨١) وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم.
(٢) أخرجه الطبري (٢١ / ١٣٩) ، وابن أبي حاتم (٩ / ٣١٢١). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٥٨٠ ـ ٥٨١) وعزاه لابن أبي حاتم.
(٣) في الأصل : والمنافقون. والتصويب من زاد المسير (٦ / ٣٦٤).
(٤) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٦ / ٣٦٤).