(يا أَهْلَ يَثْرِبَ) قال أبو عبيدة (١) : يثرب : اسم أرض ومدينة النبي صلىاللهعليهوسلم في ناحية منها.
وقيل : يثرب : اسم المدينة.
(لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا) قرأ حفص : «مقام» بضم الميم ، وفتحها الباقون (٢).
قال أبو علي (٣) : من ضم الميم احتمل أمرين : يجوز أن يكون المقام : المكان الذي يقام فيه ، أي : لا موضع إقامة لكم ، وهذا أشبه ؛ لأنه في معنى من فتح الميم. ويجوز أن يكون المقام مصدرا من أقام يقيم ، أي : لا إقامة لكم. فأما من فتح الميم فإن المقام : اسم المكان من قام يقوم ، أي : ليس لكم موضع تقومون فيه.
والمعنى : لا مقام لكم هاهنا في مركز القتال فارجعوا إلى المدينة.
وقال الفراء (٤) : المقام ـ بالفتح ـ : الثبات على الأمر.
قال الحسن : قالوا : لا ثبات لكم على دين محمد فارجعوا إلى دين مشركي العرب (٥).
وقال ابن السائب : المعنى : فارجعوا إلى طلب الأمان (٦).
(وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَ) في الرجوع إلى المدينة.
__________________
(١) مجاز القرآن (٢ / ١٣٤).
(٢) الحجة للفارسي (٣ / ٢٨٢) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٥٧٤) ، والكشف (٢ / ١٩٥) ، والنشر (٢ / ٣٤٨) ، والإتحاف (ص : ٣٥٣) ، والسبعة (ص : ٥٢٠).
(٣) الحجة (٣ / ٢٨٢).
(٤) لم أقف عليه في معاني الفراء. وانظر قول الفراء في : تفسير الماوردي (٤ / ٣٨٢).
(٥) ذكره الماوردي (٤ / ٣٨٢) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٦ / ٣٦٠).
(٦) مثل السابق.