ونفاق ، (ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ) من كون فارس والروم يفتحان علينا (إِلَّا غُرُوراً).
قال السدي : كان النبي صلىاللهعليهوسلم يحفر الخندق ، فبينا هو يضرب فيه بمعوله إذ وقع المعول على صفا (١) ، فطار منه كهيئة الشهاب من نار في السماء ، وضرب الثاني فخرج منه مثل ذلك ، وضرب الثالث فخرج منه مثل ذلك ، فرأى ذلك سلمان ، فقال له النبي صلىاللهعليهوسلم : رأيت ما خرج من كل ضربة ضربتها؟ قال : نعم يا رسول الله ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : تفتح لكم بيض المدائن وقصور الروم ومدائن اليمن ، ففشا ذلك في أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم فتحدثوا به ، فقال رجل من الأنصار يدعى معتب بن قشير من الأوس : أيعدنا محمد أن تفتح لنا مدائن اليمن وبيض المدائن وقصور الروم وأحدنا لا يستطيع أن يقضي حاجته إلا قتل ، هذا والله الغرور ، فأنزل الله هذه الآية (٢).
قوله تعالى : (وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ) أي : من المنافقين والذين في قلوبهم مرض.
قال السدي : هو عبد الله بن أبي [بن](٣) سلول وأصحابه (٤).
وقال مقاتل (٥) : بنو سالم من المنافقين.
__________________
(١) الصّفا : هو الحجر الأملس (اللسان ، مادة : صفا).
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٩ / ٣١١٩). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٥٧٧ ـ ٥٧٨) وعزاه لابن أبي حاتم.
(٣) زيادة على الأصل.
(٤) ذكره الماوردي (٤ / ٣٨١) ، والواحدي في الوسيط (٣ / ٤٦٢) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٦ / ٣٥٩).
(٥) تفسير مقاتل (٣ / ٣٨).