وقال مقاتل (١) : هو الشرك.
وقال [ابن السائب](٢) : هو ما وعد الله عليه النار (٣).
(وَالْبَغْيِ) الظلم. وقد ذكرنا ما ورد في الزواجر عنه في يونس (٤).
(يَعِظُكُمْ) قال ابن عباس : يؤدبكم (٥) ، (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) قال ابن مسعود : هذه الآية أجمع آية في القرآن لخير ولشر (٦).
ولما سمع الوليد بن المغيرة هذه الآية مع شدة كفره ونفرته عن اتباع محمد صلىاللهعليهوسلم ، وأنفته من الانقياد لرجل من بني هاشم ، قال : ما هذا بقول البشر.
ولله درّ عمر بن عبد العزيز ما أرجحه ، ودليل توقيفه ما أوضحه ، حيث سنّ قراءة هذه الآية مسقطا بها ما مرن عليه بنو مروان من الفحشاء والمنكر والبغي بسبّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في خطبهم ، ومقيما لها مقام لعنتهم إياه على الأعواد في الجمع والأعياد.
قرأت على الشيخ أبي العز يوسف بن سوار بن عبيد البلوي الصعيدي برأس
__________________
(١) تفسير مقاتل (٢ / ٢٣٥).
(٢) في الأصل : مقاتل. والمثبت من زاد المسير (٤ / ٤٨٤). وانظر : البحر المحيط (٥ / ٥١٣).
(٣) زاد المسير (٤ / ٤٨٤).
(٤) آية رقم : ٢٣ و ٩٠.
(٥) زاد المسير (٤ / ٤٨٤).
(٦) أخرجه الطبري (١٤ / ١٦٣) ، والحاكم (٢ / ٣٨٨) ، والطبراني في الكبير (٩ / ١٣٢) ، والبيهقي في الشعب (٢ / ٤٧٣) ، والبخاري في الأدب المفرد (١ / ١٧١). وذكره السيوطي في الدر (٥ / ١٦٠) وعزاه لسعيد بن منصور والبخاري في الأدب ومحمد بن نصر في الصلاة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان.