سورة الأنبياء عليهمالسلام
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وهي مائة واثنتا عشرة آية ، وهي مكية بإجماعهم.
(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (١) ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٢) لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ)(٣)
قال الله تعالى : (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ) قال الزجاج (١) : المعنى : اقترب للناس وقت حسابهم ، يعني : يوم القيامة ، كما قال : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) [القمر : ١].
فإن قيل : ما وجه وصفه بالقرب وقد مضى لهذا الوعيد أكثر من ستمائة عام وثلاثين عاما إلى يومنا هذا (٢) ولم يقع؟
قلت : عنه أجوبة :
أحدها : أنه قريب بالنسبة إلى ما بقي من الزمان ، ومنه قوله عليهالسلام في
__________________
(١) معاني الزجاج (٣ / ٣٨٣).
(٢) هذا إلى عهد المؤلف ـ رحمهالله ـ. وقد مضى على هذا الوعيد إلى اليوم أكثر من (١٤٢٨) سنة.