الدنيا (لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ).
قال ابن عباس : لعلكم يا أهل مكة تعلمون أنه لا يقدر على هذا غيره ، فتوحّدوه وتصدقوا رسوله صلىاللهعليهوسلم (١).
قال الشيخ أبو الفرج (٢) رحمه [الله](٣) : ولو قيل إنه خطاب للمسلمين جاز ، فالمعنى : لعلكم تدومون على إسلامكم.
والأول أرجح ؛ للآية التي تليها.
وقرأ ابن عباس : «لعلكم تسلمون» بفتح التاء واللام (٤) ، على معنى : لعلكم تسلمون من الجراح بلبس الدروع ، أو تسلمون من العذاب ، أو من الشرك المفضي إليه.
قوله تعالى : (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها) قال مجاهد والسدي والزجاج (٥) : يعرفون أن أمر محمد صلىاللهعليهوسلم حق ، ثم ينكرون ذلك (٦).
وقال ابن السائب : يعرفون ما ذكر من النعم في هذه السورة وأنها كلها من الله
__________________
(١) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٧٧).
(٢) زاد المسير (٤ / ٤٧٨).
(٣) زيادة على الأصل.
(٤) انظر : زاد المسير (٤ / ٤٧٨). وردّ هذه القراءة ابن جرير (١٤ / ١٥٦) وقال : والقراءة التي أستجيز القراءة بخلافها بضم التاء من قوله : (لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ) وكسر اللام ، من أسلمت ، تسلم يا هذا ؛ لإجماع الحجة من قراء الأمصار عليها.
(٥) معاني الزجاج (٣ / ٢١٦).
(٦) أخرجه الطبري (١٤ / ١٥٧) عن السدي. وذكره السيوطي في الدر (٥ / ١٥٥ ـ ١٥٦) وعزاه لابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدي.