بان الشباب فلم [أحفل](١) به بالا |
|
وأقبل الشيب والإسلام إقبالا |
وقد أروي نديمي من مشعشعة |
|
وقد أقلّب أوراكا وأكفالا |
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي |
|
حتى اكتسيت من الإسلام سربالا (٢) |
وهو الذي يقول :
أصبحت شيخا أرى الشخصين أربعة |
|
والشخص شخصين لما مسّني الكبر |
وكنت أمشي على الساقين معتدلا |
|
فصرت أمشي على ما تنبت الشجر (٣) |
إذا أقوم عجنت الأرض متكئا |
|
على البراجم (٤) حتى يذهب النّفر |
وقال الزجاج (٥) : كل ما لبسته فهو سربال ، من قميص أو درع أو جوشن (٦) أو غيره ، ولم يقل : وتقيكم البرد ؛ لأن ما وقى الحر فهو يقي البرد.
وقيل : إنما خص الحر ؛ لأنهم كانوا في مكاناتهم [أكثر](٧) معاناة للحرّ من البرد.
(وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ) يريد : الدروع ، تقيكم شدة الطّعن والضرب والرمي ، (كَذلِكَ) مثل ما أنعم به عليكم من هذه الأشياء (يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ) في
__________________
(١) في الأصل : أجعل. والتصويب من الاستيعاب (٣ / ١٣٠٥) ، وانظر مصادر تخريج البيت.
(٢) انظر الأبيات في : كتاب الزهد الكبير للبيهقي (٢ / ٢٤٧) ، والإصابة (٥ / ٤٣٠).
(٣) يقصد أنه صار مسنا يتوكأ على عصا.
(٤) البراجم : هي مفاصل الأصابع (اللسان ، مادة : برجم).
(٥) معاني الزجاج (٣ / ٢١٥).
(٦) الجوشن : اسم الحديد الذي يلبس من السلاح (اللسان ، مادة : جشن).
(٧) زيادة من زاد المسير (٤ / ٤٧٨).