عزوجل ، ثم ينكرونها بقولهم بشفاعة آلهتنا (١).
وقيل : إنكارهم لها ، قولهم : ورثناها عن آبائنا.
وقيل : قولهم : لولا فلان ما أصبت النعمة الفلانية ، وأمثال ذلك (٢).
(وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ) الجاحدون بقلوبهم.
وقال الحسن : المعنى : وجميعهم الكافرون (٣).
(وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (٨٤) وَإِذا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذابَ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (٨٥) وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ قالُوا رَبَّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ
__________________
(١) زاد المسير (٤ / ٤٧٩).
(٢) والقول الأول هو أولى الأقوال بالصواب عند ابن جرير.
(٣) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٧٧) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٤ / ٤٧٩).
قال الرازي : فإن قيل : ما معنى قوله : (وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ) مع أنه كان كلهم كافرين؟ قلنا : الجواب من وجوه :
الأول : إنما قال : (وَأَكْثَرُهُمُ) لأنه كان فيهم من لم تقم عليه الحجة ممن لم يبلغ حد التكليف ، أو كان ناقص العقل معتوها ، فأراد بالأكثر : البالغين الأصحاء.
الثاني : أن يكون المراد بالكافر : الجاحد المعاند ، وحينئذ تقول : إنما قال : (وَأَكْثَرُهُمُ) لأنه كان فيهم من لم يكن معاندا ، بل كان جاهلا بصدق الرسول عليه الصلاة والسّلام وما ظهر له كونه نبيا حقا من عند الله.
الثالث : أنه ذكر الأكثر ، والمراد : الجميع ؛ لأن أكثر الشيء يقوم مقام الكلّ ، فذكر الأكثر كذكر الجميع ، وهذا كقوله : (الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ)[النحل : ٧٥]. انظر : الرازي (٢٠ / ٧٧).