قال الزجاج (١) : ولا يجوز أن يكون واحدها [كنانا](٢) ؛ لأن جمع الكنان : أكنّة.
والمعنى : وجعل لكم ما يكنكم ويستركم ويقيكم الحر والبرد. وكلّ شيء وقى شيئا وستره فهو كنّ.
(وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ) السرابيل : القمص المتخذة من القطن والكتان والصوف وغير ذلك ، واحدها : سربال. قال الشاعر :
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي |
|
حتى اكتسيت من الإسلام سربالا (٣) |
قال أبو عبيدة (٤) : لم يقل لبيد في الإسلام غير هذا البيت ، وكان قد عمّر مائة وخمسين سنة.
قال الحافظ ابن عبد البر (٥) : وقيل : إن هذا الشعر لقردة بن نفاثة السلولي. وهو الصواب.
قال (٦) : وكان قردة شاعرا قدم على النبي صلىاللهعليهوسلم في جماعة من بني سلول ، فأمّره عليهم بعد أن أسلم وأسلموا ، وأنشأ يقول :
__________________
(١) معاني الزجاج (٣ / ٢١٥).
(٢) في الأصل : كنّا. والتصويب من معاني الزجاج ، الموضع السابق.
(٣) انظر البيت في : القرطبي (١ / ١٥٣) ، والطبري (٣ / ٤٥) ، ونسبه للنابغة الجعدي ، والإصابة (٥ / ٦٧٥).
(٤) لم أقف عليه في مجاز القرآن.
(٥) الاستيعاب (٣ / ١٣٣٥).
(٦) أي : الحافظ ابن عبد البر في : الاستيعاب (٣ / ١٣٠٥ ـ ١٣٠٦).