عفان ، وعثمان بن مظعون ، رضي الله عنهم (١).
(وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٧٧) وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٧٨) أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّ السَّماءِ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)(٧٩)
قوله تعالى : (وَما أَمْرُ السَّاعَةِ) يعني القيامة (إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ) وهو النظر بسرعة (أَوْ هُوَ أَقْرَبُ) أي : هو في قدرة الله تعالى أقرب من لمح البصر.
قال الزجاج (٢) : ليس يريد أن الساعة تأتي في أقرب من لمح البصر ، ولكنه يصف سرعة القدرة على الإتيان بها.
(إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) من الساعة وغيره (قَدِيرٌ).
قوله تعالى : (وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ) قد أشرنا إلى اختلاف القراء وتعليله في مثل هذا في سورة النساء (٣).
وقوله : (لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً) في محل الحال (٤) ، على معنى : أخرجكم جاهلين ، (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ) سبق الكلام على إفراد «السمع» وجمع
__________________
(١) زاد المسير (٤ / ٤٧٣).
(٢) معاني الزجاج (٣ / ٢١٤).
(٣) آية رقم : ٢٣.
(٤) التبيان (٢ / ٨٤) ، والدر المصون (٤ / ٣٥٠).