بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)(٧٦)
ثم ضرب لهم مثلا آخر فقال : (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ) ثم بيّنهما فقال : (أَحَدُهُما أَبْكَمُ) قد ولد أخرس ، فلا يفهم ولا يفهم ، (لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ) من الأوصاف التي سلبها ، (وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ) ثقل على وليه القائم بأموره (أَيْنَما يُوَجِّهْهُ) لعجزه واختلاله.
وقرأ ابن مسعود : «يوجّه» على معنى : يوجّه وجهه (١).
وقرأ علقمة : بفتح الجيم ، على معنى : أين ما يرسل (٢).
(هَلْ يَسْتَوِي) هذا الأبكم ، ومن هو صحيح سليم الحواس ، ذو رشد وأمانة وديانة (يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ) أي : بالسواء من الفعل والقول (وَهُوَ) مع ذلك (عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ). وهذا مثل مضروب للصّنم العاجز والرب القادر.
وقيل : للمؤمن والكافر.
قال ابن عباس : نزلت في رجلين ، فالأبكم : أسيد بن أبي العيص ، والذي يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم : عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وكان أسيد ينهاه عن النفقة في سبيل الله (٣).
وقال عطاء : الأبكم : أبيّ بن خلف ، ومن يأمر بالعدل : حمزة ، وعثمان بن
__________________
(١) البحر المحيط (٥ / ٥٠٤) ، والدر المصون (٤ / ٣٥٠).
(٢) مثل السابق.
(٣) أخرجه الطبري (١٤ / ١٥١). وذكره السيوطي في الدر (٥ / ١٥١ ـ ١٥٢) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر.