«الأبصار» في البقرة ، وعلى «الأفئدة» في إبراهيم ، (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) نعمته حيث أوجدكم من العدم وخلقكم في أحسن الصور ، وأخرجكم من ضيق الرحم إلى سعة الأرض.
قوله تعالى : الم تروا (١) إلى الطير مسخرات مذلّلات للطيران (فِي جَوِّ السَّماءِ) وهو الهواء البعيد من الأرض ، وفي معناه اللوح ، (ما يُمْسِكُهُنَ) قابضات وباسطات (إِلَّا اللهُ).
وقال ابن السائب : معناه : ما يمسكهن (٢) أن يرسلن الحجارة على شرار هذه الأمة كما فعل بغيرهم إلا الله (٣).
(وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ (٨٠) وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (٨١) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (٨٢) يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ) (٨٣)
قوله تعالى (وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً) موضعا تسكنون فيه من
__________________
(١) وهي قراءة حمزة وابن عامر ، وقرأ الباقون بالياء.
(٢) في الأصل زيادة قوله : «إلا الله». وانظر : زاد المسير (٤ / ٤٧٦).
(٣) زاد المسير (٤ / ٤٧٦).