(وَلَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى (٧٧) فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ (٧٨) وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَما هَدى)(٧٩)
قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي) سبق تفسيره.
والمعنى : سر بهم من أرض مصر.
(فَاضْرِبْ لَهُمْ) أي : فاجعل (١) لهم ، من قولهم : ضرب لي في ماله سهما.
(طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً) أي : يابسا ، وهكذا قرأها أبو رجاء وابن السميفع (٢).
(لا تَخافُ) حال من الضمير في" فاضرب" (٣).
وقرأ حمزة : " لا تخف" (٤) على النهي ، أو على الجواب.
(دَرَكاً) وقرأ أبو حيوة : " دركا" بسكون الراء (٥). والدّرك : بفتح الراء وسكونها اسمان من الإدراك.
والمعنى : لا تخاف أين يدركك فرعون من خلفك.
(وَلا تَخْشى) غرقا في البحر.
فإن قيل : ما وجه قوله : " ولا تخشى" على قراءة حمزة؟
__________________
(١) في ب : اجعل.
(٢) انظر : زاد المسير (٥ / ٣١٠).
(٣) التبيان (٢ / ١٢٥) ، والدر المصون (٥ / ٤٣).
(٤) الحجة للفارسي (٣ / ١٤٨) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٤٥٨ ـ ٤٥٩) ، والكشف (٢ / ١٠٢) ، والنشر (٢ / ٣٢١) ، وإتحاف فضلاء البشر (ض : ٣٠٦) ، والسبعة في القراءات (ص : ٤٢١).
(٥) انظر : البحر المحيط (٦ / ٢٤٥).