نفوسهم ، مع اقترانه بما ينفرون منه طبعا وشرعا ، ما ذاك إلا بقدرة قادر عظيم وفعل حكيم.
قال الزمخشري (١) : قوله : (وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ) متعلق بمحذوف ، تقديره : ونسقيكم من ثمرات النخيل والأعناب ، أي : من عصيرها ، وحذف لدلالة «نسقيكم» قبله عليه.
وقوله : (تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً) بيان وكشف عن كنه الإسقاء ، أو تعلق ب «تتخذون». ويجوز أن يكون «تتخذون» صفة موصوف محذوف ، تقديره : ومن ثمرات النخيل والأعناب ثمر تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ؛ لأنهم يأكلون بعضها ويتخذون من بعضها السكر.
وفي السّكر أربعة أقوال :
أحدها : أنه الخمر. [قاله](٢) ابن مسعود وابن عباس وابن عمر والحسن ومجاهد وأكثر المفسرين ، وهؤلاء يقولون : كان نزول هذه الآية قبل تحريم الخمر (٣).
الثاني : أنه الخلّ بلغة الحبشة. رواه العوفي عن ابن عباس (٤).
__________________
(١) الكشاف (٢ / ٥٧٥).
(٢) في الأصل : قال. والتصويب من زاد المسير (٤ / ٤٦٤).
(٣) أخرجه الطبري (١٤ / ١٣٦) ، ومجاهد (ص : ٣٤٨). وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٤ / ٤٦٤) ، والسيوطي في الدر (٥ / ١٤٢ ـ ١٤٣) وعزاه لابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس ، ومن طريق آخر عن ابن مسعود ، وعزاه للفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر ، ومن طريق آخر عن الحسن وعزاه لابن جرير وابن المنذر.
(٤) الطبري (١٤ / ١٣٦) ، وزاد المسير (٤ / ٤٦٤) ، والدر المنثور (٥ / ١٤٢).