رَدْماً (٩٥) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذا ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذا جَعَلَهُ ناراً قالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً)(٩٦)
(ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً) طريقا ثالثا بين المشرق والمغرب.
(حَتَّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ) قال الزمخشري (١) : انتصب «بين» على أنه مفعول مبلوغ ، كما انجرّ على الإضافة في قوله : (هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ) ، وكما ارتفع في قوله : (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ) [الأنعام : ٩٤] لأنه من الظروف التي تستعمل أسماء وظروفا.
وفتح السين ابن كثير وأبو عمرو وحفص ، وضمّها الباقون (٢).
قال الكسائي وثعلب والزجاج (٣) : هما لغتان بمعنى واحد.
قال ابن الأعرابي (٤) : كل ما قابلك فسدّ ما وراءه فهو سدّ وسدّ ، نحو الضّعف والضّعف ، والفقر والفقر.
وقال ابن عباس وعكرمة وأبو عبيدة : ما كان من صنعة بني آدم فهو السّد ـ بفتح السين ـ ، وما كان من صنع الله فهو السّد ـ بضم السين ـ (٥).
__________________
(١) الكشاف (٢ / ٦٩٦).
(٢) الحجة للفارسي (٣ / ١٠٢) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٤٣٠ ـ ٤٣١) ، والكشف (٢ / ٧٥) ، والنشر (٢ / ٣١٥) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ٢٩٤) ، والسبعة في القراءات (ص : ٣٩٩).
(٣) معاني الزجاج (٣ / ٣١٠).
(٤) انظر : الوسيط (٣ / ١٦٦) ، وزاد المسير (٥ / ١٨٩) ، وتهذيب اللغة (١٢ / ٢٧٦).
(٥) أخرجه الطبري (١٦ / ١٥) ، وابن أبي حاتم (٧ / ٢٣٨٨) كلاهما عن عكرمة. وانظر : مجاز القرآن لأبي عبيدة (١ / ٤١٤). وذكره السيوطي في الدر (٥ / ٤٥٩) وعزاه لابن أبي حاتم.