نعش (١) والجدي (٢).
وقرأ الحسن : «وبالنجم» بضم النون وسكون الجيم (٣) ، وقرأ الجحدري بضمتين (٤) ، وهو جمع نجم ، كرهن ورهن.
(هُمْ يَهْتَدُونَ) في ظلمات البر والبحر وإلى القبلة.
(أَفَمَنْ يَخْلُقُ) هذه العجائب السمائية والأرضية ، وهو الله تعالى ، (كَمَنْ لا يَخْلُقُ) وهو الصّنم ، وجاء بصيغة «من» مع اختصاصه بمن يفعل للمشاكلة ، أو لما نحلوها من العقل والتمييز (أَفَلا تَذَكَّرُونَ).
ولما عدّد لهم هذه النعم العظيمة نبههم على أن وراءها نعما لا تحصر فقال : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ) أراد : الجنس (لا تُحْصُوها) مفسر فيما مضى.
(إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ) يغفر ما كان منكم من التقصير عن شكر نعمه (رَحِيمٌ) بكم حيث لم يكلفكم القيام بواجبها ، فإن القوى البشرية تعجز وتضعف عن ذلك.
(وَاللهُ يَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ (١٩) وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ (٢٠) أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ
__________________
(١) بنات نعش : هي سبعة أنجم على القرب من القطب الشمالي ، منها أربعة في صورة نعش وثلاثة أمامه مستطيلة ، وهي المعبّر عنها بالبنات ، وتعرف هذه ببنات نعش الكبرى ، وبالقرب منها سبعة أنجم على شكلها (صبح الأعشى ٢ / ١٨١).
(٢) الجدي : وهو الذي تعرف به القبلة ، وهو نجم صغير على القرب من القطب الشمالي يستدل به على موضع القطب ، ويقال له : جدي بنات نعش الصغرى (صبح الأعشى ٢ / ١٨١).
(٣) إتحاف فضلاء البشر (ص : ٢٧٧).
(٤) البحر المحيط (٥ / ٤٦٦) ، والدر المصون (٤ / ٣١٨).