أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ (٢٠) وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ)(٢١)
قوله تعالى : (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ) ، الوسوسة : حديث النفس. يقال : وسوست إليه نفسه وسوسة ووسواسا ـ بكسر الواو ـ. والوسواس ـ بفتح الواو ـ : الاسم ، ووسوس الرجل ؛ إذا تكلم كلاما خفيا ، ووسوس الحلي (١) ، قال الشاعر :
تسمع للحلي وسواسا إذا انصرفت |
|
كما استعان بريح عشرق زجل (٢) |
وهو فعل غير متعد ؛ كولولت المرأة ، ووعوع الذئب. والمعنى : ألقى الشيطان إليهما ذلك في خفية. وقد ذكرنا في البقرة كيفية توصله إليهما.
واللام في قوله : (لِيُبْدِيَ لَهُما) لام العاقبة (٣) ؛ لأن مراد الشيطان معصيتهما لا إبداء سوأتهما. ويجوز أن يكون إبداء سوأتهما غرضا له ليسوؤهما إذا رأيا ما يواريان ستره ، وقوله : (ما وُورِيَ) أي : ما ستر ، من المواراة ، ومنه : ليواري (سَوْأَةَ أَخِيهِ) [المائدة : ٣١].
وفي قراءة ابن مسعود : «ما أوري» على قلب الواو المضمومة همزة (٤).
(وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا) وقرأت شاذا : «هذي الشجرة» على الأصل ، فإن الأصل : الياء ، والهاء بدل منها.
__________________
(١) انظر : لسان العرب (مادة : وسس).
(٢) البيت للأعشى. انظر : القرطبي (٧ / ١٧٨) ، واللسان ، مادة : (وسس ، عشرق ، زجل).
(٣) انظر : الدر المصون (٣ / ٢٤٧).
(٤) انظر هذه القراءة في : البحر المحيط (٤ / ٢٧٩) ، والدر المصون (٣ / ٢٤٧).