أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة ، فينشر له تسعة وتسعون سجلا ، كلّ سجلّ منها مدّ البصر ، ثم يقول الله تبارك وتعالى له : أتنكر من هذا شيئا؟ فيقول : لا يا رب ، فيقول عزوجل : لك عذر أو حسنة؟! فيهاب الرجل فيقول : لا يا رب ، فيقول عزوجل : بلى! إن لك عندنا حسنات ، وإنه لا ظلم عليك ، فتخرج له بطاقة فيها : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، فيقول : يا رب! ما هذه البطاقة مع هذه السّجلّات؟ فيقول عزوجل : إنك لا تظلم ، قال : فتوضع السجلات في كفّة ، والبطاقة في كفّة ، فطاشت السّجلّات وثقلت البطاقة» (١).
قال حمزة : ولا نعلمه روى هذا الحديث غير الليث بن سعد ، وهو من أحسن الحديث ، وبالله التوفيق.
قال أبو الحسن الحراني : لما أملى علينا حمزة هذا الحديث صاح غريب من الحلقة صيحة [فاضت](٢) نفسه معها ، وأنا فيمن حضر جنازته وصلّى عليه ، رحمهالله.
وقال ابن عباس : توزن الحسنات والسيئات في ميزان له لسان وكفّتان ، فأما المؤمن فيؤتى بعمله في أحسن صورة ، فيوضع في كفة الميزان ، فتثقل حسناته على سيئاته. وأما الكافر فيؤتى بعمله في أقبح صورة ، فيوضع في كفة الميزان ، فيخف وزنه (٣).
__________________
(١) وهو المشهور بحديث البطاقة. أخرجه الترمذي (٥ / ٢٤) وقال : هذا حديث حسن غريب ، وابن ماجه (٢ / ١٤٣٧) ، وأحمد (٢ / ٢١٣) ، وابن حبان (١ / ٤٦١) ، والحاكم (١ / ٧١٠) وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه.
(٢) في الأصل : فاظت.
(٣) أخرجه البيهقي في الشعب (١ / ٢٦٣). وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٤٢٠) بأطول منه وعزاه إلى البيهقي في الشعب.