(وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ) كان النبي صلىاللهعليهوسلم قال لعلي عليهالسلام : «ناولني كفا من حصباء الوادي ، فناوله ، فرمى به في وجوه القوم وقال : شاهت الوجوه ، فلم يبق مشرك إلا شغل بعينيه فانهزموا» (١) ، وردفهم المسلمون يقتلونهم ويأسرونهم ، فذلك قوله : (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ) ، أي : ما بلغ رميك كفا من حصباء الوادي أن يملأ عيون ألف رجل ، فإن ذلك غير داخل في قوة البشر (٢). هذا قول أكثر المفسرين.
وروى سعيد بن المسيب عن أبيه : أن المراد بذلك طعنة النبي صلىاللهعليهوسلم لأبيّ بن خلف حين أقبل عليه يريد قتله ، فلم يخرج منها دم ، فأقبل عليه أصحابه وهو يخور خوار الثور ، فقالوا : إنما هو خدش ، فقال : والذي نفسي بيده ، لو كان ما بي بأهل الحجاز لماتوا أجمعون ، فمات قبل أن يقدم مكة ، وذلك يوم أحد (٣).
وذهب جماعة من المفسرين : إلى أن ذلك في قتل النبي صلىاللهعليهوسلم لابن أبي الحقيق ، فرووا أنه صلىاللهعليهوسلم رمى يوم خيبر بسهم ، فقتل ابن أبي الحقيق وهو على فراشه في حصنه (٤).
__________________
(١) أخرجه الطبراني في الكبير (١١ / ٢٨٥ ح ١١٧٥٠). وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٦ / ٨٤).
(٢) تفسير الطبري (٩ / ٢٠٥) ، وابن أبي حاتم (٥ / ١٦٧٣). وذكره نحوه السيوطي في الدر (٤ / ٤٠) وعزاه لأبي الشيخ وابن مردويه عن جابر.
(٣) أخرجه الطبري (٩ / ٢٠٥ ـ ٢٠٦) ، وابن أبي حاتم (٥ / ١٦٧٣). وانظر : أسباب النزول للواحدي (ص : ٢٣٦). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٤ / ٤١) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم (٥ / ١٦٧٣ ـ ١٦٧٤). وانظر : أسباب النزول للواحدي (ص : ٢٣٦ ـ ٢٣٧). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٤ / ٤١) وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم.