كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ)(١٣٧)
(وَقالُوا مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنا بِها فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ) الذي عليه حذّاق النحاة : أن «مهما» كلمة تستعمل للشرط والجزاء ، أصلها «ماما» الأولى للجزاء ، والثانية زيدت للتوكيد ، كما في سائر حروف الجزاء ، نحو : (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ) [الأنفال : ٥٧] ، ومتى ما ، ثم إنهم قلبوا الألف في الأولى هاء ؛ فرارا من تكرير المتجانسين ، وهذا قول الخليل وسيبويه وسائر البصريين (١).
قال ابن زيد : معناه : ما تأتنا به ، والثانية زائدة (٢).
وقال الكسائي : «مه» للزجر ، و «ما» للجزاء (٣).
قال الواحدي (٤) : ومعنى الآية : أنهم قالوا لموسى : متى ما أتيتنا بآية ، مثل : اليد والعصا ، لتسحرنا بها فإنا لن نؤمن لك.
وهذا كلام مدخول فيه على الواحدي ، فإن «مهما» ليست من أسماء الزمان.
__________________
(١) انظر : العين (٣ / ٣٥٨) ، والكتاب لسيبويه (٣ / ٥٩). وانظر : المفصل لابن يعيش (٤ / ٨). وحكى الرازي في تفسيره عن الكسائي : أن الأصل (مه) التي بمعنى الكفّ ؛ أي : اكفف ، دخلت على (ما) التي للجزاء ، كأنهم قالوا : اكفف ما تأتنا به من آية فهو كذا وكذا.
(٢) أخرجه الطبري (٩ / ٣٠) ، وابن أبي حاتم (٥ / ١٥٤٤). وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٥١٩) وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم.
(٣) انظر : الدر المصون (٣ / ٣٢٩).
(٤) الوسيط (٢ / ٣٩٨).