قوم بالغت في إنذارهم وبذلت جهدي في مناصحتهم فكذبوني وآذوني.
وقرأت لأبي عمرو من رواية القزاز عن عبد الوارث عنه : «أسى» بقصر الهمزة (١).
قوله تعالى : (وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍ) قال الزجاج (٢) : يقال لكل مدينة قرية ؛ لاجتماع الناس فيها.
وقال أبو عمرو بن العلاء : ما رأيت قرويين أفصح من الحسن والحجاج.
وفيه إضمار ، تقديره : فكذّب النبي.
(إِلَّا أَخَذْنا أَهْلَها بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ) قال الزجاج (٣) : قيل : البأساء كل ما نالهم من شدة في أموالهم ، والضراء : ما نالهم من الأمراض. وقد سبق تفسيرهما في البقرة.
(لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ) أي : يستكينون ويخشعون لعظمتي ، ويخضعون لعزتي ، ويخلعون أردية الكبر والأنفة من اتباع رسلي.
قوله تعالى : (ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ) أي : حولناهم من البأساء والضراء إلى الصحة والرخاء ، ونزعنا عنهم لبوس البؤس (حَتَّى عَفَوْا) أي : كثروا وكثرت أموالهم وحسنت حالهم.
قال الشاعر :
عفوا من بعد إقلال وكانوا |
|
زمانا ليس عندهم بعير |
__________________
(١) لم أجد هذه القراءة فيما تيسير لي من المراجع.
(٢) معاني الزجاج (٢ / ٣٥٩).
(٣) معاني الزجاج (٢ / ٣٥٩).