والأحاديث الناسخة لإباحتها مخرجة في الصحيحين (١).
وقد روي أن ابن عباس : كان يفتي بإباحتها ، ويقرأ : «فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى» (٢) ، فرجع عن ذلك عند موته ، وقال : اللهم إني أتوب إليك من قولي بالمتعة ، وقولي في الصرف (٣).
(وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (٢٥)
قوله تعالى : (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً) أي : فضلا وسعة ، (أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ الْمُؤْمِناتِ) يريد : الحرائر المؤمنات ، (فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ) أي : من إمائكم المؤمنات ، واحدتهن : فتاة ، والعبد : فتى ، وقد يطلق الفتى على الحرّ أيضا ، فيقال للجارية الشابة : فتاة ، وللغلام : فتى ، والكامل من الرجال : فتى ، وإن لم يكن شابا.
__________________
(١) أخرجه البخاري (٥ / ١٩٦٦ ح ٤٨٢٥) ، ومسلم (٢ / ١٠٢٢ ح ١٤٠٧).
(٢) المصاحف لابن أبي داود (ص : ٨٧).
(٣) أما رجوعه عن المتعة ؛ فرواه الترمذي (٣ / ٤٣٠ ح ١١٢٢). وأما رجوعه عن الصرف ؛ فرواه ابن ماجه (٢ / ٧٥٩ ح ٢٢٥٨).