(الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً) قرأ الحسن : «اللاتي» (١) ، وهي بمعنى «التي».
وقرأ نافع وابن عامر : «قيما» بغير ألف. وقرأ الباقون : بألف (٢).
وقرئ شاذا : «قواما» (٣) بفتح القاف وكسرها على الأصل ، والأكثرون قلبوا الواو ياءا لانكسار ما قبلها ، مثل : صيام وقيام.
والمعنى في الجميع واحد ، أي : تقوم بها أموركم ومعائشكم.
قال ابن قتيبة (٤) : يقال : هذا قوام أمرك وقيام أمرك ، أي : ما يقوم به.
وقال الأخفش (٥) : قياما وقواما وقيما وقوما : واحد ، وجميعها مصادر (٦).
وقال قوم : القيم جمع قيمة كديمة وديم ، فالدراهم والدنانير قيم الأشياء.
واختار الزجاج هذا القول فقال (٧) : من قرأ : «قيما» ، فالمعنى : أموالكم التي جعلها الله قيما للأشياء ، فبها تقوم أموركم.
قال أبو علي : وليس هذا بشيء (٨).
__________________
(١) إتحاف فضلاء البشر (ص : ١٨٦).
(٢) الحجّة للفارسي (٢ / ٦٥) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ١٩٠ ـ ١٩١) ، والكشف (١ / ٣٧٦) ، والنشر (٢ / ٢٤٧) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ١٨٦) ، والسبعة في القراءات (ص : ٢٢٦).
(٣) مختصر ابن خالويه في شواذ القرآن (ص : ٢٤) ، والمحتسب (١ / ١٨٢) ، وإعراب القرآن للنحاس (١ / ٣٩٦).
(٤) تفسير غريب القرآن (ص : ١٢٠).
(٥) سعيد بن مسعدة الأخفش الأوسط ، أبو الحسن البلخي المجاشعي مولاهم ، إمام النحو ، أخذ عن الخليل بن أحمد ولزم سيبويه. توفي سنة خمس عشرة ومائتين (سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٠٦).
(٦) انظر : مشكل إعراب القرآن لمكي (١ / ١٧٩) ، والوسيط (٢ / ١٢).
(٧) معاني الزجاج (٢ / ١٤).
(٨) الحجة للفارسي (٢ / ٦٦).