رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (١٧٩) وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (١٨٠)
قوله عزوجل : (وَلا يَحْزُنْكَ) وقرأ نافع «يحزنك» ، بضم الياء ، وكسر الزاي ، حيث جاء إلا قوله في الأنبياء : (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) [الأنبياء : ١٠٣] ، فإنه قرأها كالباقين (١) ، إما اتباعا لأثر ، أو إيثارا للجمع بين اللغتين (٢).
(الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ) أي : يقعون فيه سريعا ، رغبة فيه ، وميلا إليه.
قال ابن عباس : هم المنافقون ، ورؤساء اليهود (٣).
وقال الضحّاك : كفار قريش (٤).
وقيل : قوم ارتدّوا عن الإسلام (٥).
والمعنى : لا يحزنك تعاضدهم وتناصرهم ، (إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً) بمسارعتهم في الكفر.
__________________
(١) الحجة للفارسي (٢ / ٥٠) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ١٨١) ، والكشف (١ / ٣٦٥) ، والنشر (٢ / ٢٤٤) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ١٨٢) ، والسبعة في القراءات (ص : ٢١٩).
(٢) ذكره الفارسي في الحجة (٢ / ٥٠).
(٣) أخرج مجاهد في تفسيره (ص : ١٣٩) قال : هم المنافقون. وذكره الواحدي في الوسيط (١ / ٥٢٤) بلا نسبة.
(٤) ذكره الثعلبي (٣ / ٢١٥) ، وابن الجوزي في زاد المسير (١ / ٥٠٨).
(٥) ذكره الماوردي (١ / ٤٣٩) ، وابن الجوزي في زاد المسير (١ / ٥٠٨).