«حسبنا الله ونعم الوكيل» ، ثم إنه صلىاللهعليهوسلم أظهر الجلد ، وجدّ في الطلب ، فسبقه أبو سفيان ، فدخل مكة ثم انصرف رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى المدينة ، وقد ظفر في وجهه ذلك بمعاوية بن المغيرة بن العاص ، وأبي عزة الجمحي ، وأنزل الله هذه الآية (١). هذا قول ابن عباس وأكثر المفسّرين.
أخبرنا الشيخان أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن عبد الرزاق العطار قراءة عليه وأنا أسمع ، وأبو الحسن علي بن أبي بكر بن روزبة البغداديان بقراءتي عليه ، قالا : أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي ، أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري ، حدثنا محمد ، حدثنا أبو معاوية ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها : (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ). قالت لعروة : «يا ابن أختي! كان أبواك منهم : الزبير وأبو بكر ، لما أصاب نبيّ الله ما أصاب يوم أحد ، فانصرف عنه المشركون ، خاف أن يرجعوا ، فقال : من يذهب في أثرهم؟ فانتدب منهم سبعون رجلا كان فيهم أبو بكر والزبير». هذا حديث صحيح (٢).
وقال مجاهد وعكرمة : نزلت في غزوة بدر الصغرى ، وكان من حديثها : «أن أبا سفيان حين أراد الانصراف من أحد ، قال : يا محمد ؛ موعد بيننا وبينك بدر
__________________
(١) انظر : الاكتفاء للكلاعي (٢ / ٨٥ ـ ٨٧) ، وسيرة ابن هشام (٤ / ٥٢ ـ ٥٥) ، وطبقات ابن سعد (٢ / ٤٩) ، والطبري (٤ / ١٧٦) ، والدر المنثور (٢ / ٣٨٥).
(٢) أخرجه البخاري (٤ / ١٤٩٧ ح ٣٨٤٩).