[١ / و]
بسم الله الرحمن الرحيم (١)
فاتحة الكتاب مدنية (٢) ، والبقرة مدنية (٣) ، وآل عمران مدنية (٤) ، والنّساء مدنية (٥) ، والمائدة مدنية (٦) ، والأنعام مكية نزلت جملة ما خلا ثلاث آيات (٧) ، فإنها نزلت بالمدينة ، وهي قوله تعالى : (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ) [١٥١] إلى تمام الثلاث. والأعراف مكية (٨) ، والأنفال مدنية ، وهي أول ما أنزل (٩). وبراءة مدنية ، وهي آخر ما أنزل بالمدينة (١٠).
قال ابن عباس (١١) : قلت لعثمان (١٢) : ما حملكم على أن قرنتم بين الأنفال وبراءة ، والأنفال من المثاني ، وبراءة من المئين ، فلم تكتبوا بينهما سطر (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فقال عثمان : إن السورة والقصة والآية كنّ إذا نزلن على النبي صلّى الله [عليه](١٣) وسلم قال لبعض من يكتب الوحي : ضعوها إلى موضع كذا ، أو إلى جنب كذا ، وإن براءة نزلت والنبي صلىاللهعليهوسلم لم يتقدم فيها إلينا بشيء ، وقصتها تشبه قصة الأنفال ، فخفنا أن تكون منها وخفنا أن لا تكون منها ، فمن ثم قرنا بينهما.
__________________
(١) ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها السياق.
(٢) ينظر زاد المسير : ١ / ١٠ ، وإتحاف فضلاء البشر : ١ / ٢١.
(٣) إلا آية منها نزلت يوم النحر بمنى ، وهي : (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) [٢٨١]. غرائب القرآن : ١ / ١٣١ ، وينظر غيث النفع : ٦٨.
(٤) التفسير الكبير : ٤ / ١٦٤ ، والإتقان : ١ / ١٨.
(٥) ينظر زاد المسير : ٢ / ١ ، وتفسير القرآن العظيم : ١ / ٤٤٨.
(٦) إلا آية منها نزلت يوم عرفة ، وهي قال تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) [٣]. ينظر جامع البيان : ١ / ٥٣٦ ، والدر المنثور : ٣ / ١٩. وقيل : مدنية كلها. ينظر التلخيص في القراءات الثمان : ٢٤٩ ، والإتقان : ١ / ٢٠.
(٧) ينظر غرائب القرآن : ٧ / ٦٣ ، وإرشاد العقل السليم : ٣ / ١٠٤.
(٨) ينظر الجواهر الحسان : ٢ / ٢ ، ومنار الهدى : ١١٩.
(٩) معاني القرآن للنحاس ٣ / ١٢٥ ، ومجمع البيان : ٥ / ٦.
(١٠) وهي سورة التوبة ، ينظر أحكام القرآن : ١ / ١٠ ، وزاد المسير : ٣ / ٢٦٤.
(١١) هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ، ابن عم الرسول صلىاللهعليهوسلم (ت ٦٨ ه). ينظر الطبقات الكبرى : ١ / ٢٨٤ ، وطبقات المفسرين : ١ / ٣.
(١٢) هو عثمان بن عفان القرشي الأموي ، الخليفة الثالث ، (استشهد سنة ٣٥ ه) ينظر الطبقات الكبرى : ٣ / ٣١ ، والإصابة : ١ / ٦٢.
(١٣) ما بين معقوفتين سقط من الأصل.