إهلاك رأس المال ، فالإنسان في هلاك نفسه وهو أكثر رأس المال بمنزلة ذلك (١). إلا المؤمن العامل بطاعة ربه الصابر على ذلك والمتواصي بالحق ، وقيل : المراد بذلك (أبو بكر) و (عمر) رضي الله عنهما (٢).
ومن سورة الهمزة
قوله تعالى : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) [الهمزة : ١].
قال محمد بن إسحاق : نزلت في أمية بن خلف ، وذلك أنه رأى النبي صلىاللهعليهوسلم فهمزه ولمزه (٣) ، فأنزل الله تعالى : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ).
والهمزة : الذي يشتم الرّجل علانية (٤) ، قال حسان (٥) :
همزتك فاختضعت لذلّ نفس |
|
بقافية تأجج كالشّواظ |
واللّمزة : الذي يصيب النّاس سرا ويؤذيهم (٦) ، قال رؤية :
في ظلّ عصري باطلي ولمزي (٧)
وقيل : الهمزة : الكثير الطّعن على غيره بغير حق ، العائب لمن ليس فيه عيب ، يقال : رجل همزة كما يقال : ضحكة وهزأة ، قال ابن عباس اللّمزة : المغتاب العيّاب.
قوله تعالى : (الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ (٢) يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ) [الهمزة : ٢ ـ ٣].
(الَّذِي) في موضع جر على البدل من (هُمَزَةٍ ،) ولا يجوز أن يكون نعتا ؛ لأنه معرفة ، و (هُمَزَةٍ) نكرة (٨). ويجوز أن يكون في موضع نصب على إضمار (أعني) ، ويجوز أن يكون في موضع رفع على إضمار (هو) (٩).
__________________
(١) إعراب القرآن للنحاس : ٣ / ٧٦٤ ، وبحر العلوم : ٣ / ٥٠٨ ، ومعالم التنزيل : ٨ / ٥٢٥.
(٢) بحر العلوم : ٣ / ٥٠٨ ـ ٥٠٩.
(٣) النكت والعيون : ٦ / ٣٣٦.
(٤) جامع البيان : ٣٠ / ١٨٨ ، إعراب القرآن للنحاس : ٣ / ٧٦٥ ، بحر العلوم : ٣ / ٥١٠ ، النكت والعيون : ٦ / ٣٣٥.
(٥) غير موجود في ديوانه المطبوع ، وهو من شواهد الماوردي في تفسيره : ٦ / ٣٣٦.
(٦) جامع البيان : ٣٠ / ١٨٨ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٣ / ٧٦٥ ، بحر العلوم : ٣ / ٥١٠ ، النكت والعيون : ٦ / ٣٣٦.
(٧) ديوانه : ٦٤ ، وهو من شواهد الماوردي في النكت والعيون : ٦ / ٣٣٦.
(٨) ينظر : شرح اللمع لابن برهان : ١ / ٢٠٨ ـ ٢٠٩.
(٩) ذكر الأوجه الإعرابية الثلاثة وجوزها النحاس في إعراب القرآن : ٣ / ٧٦٦ ، وكذلك مكي في مشكل إعراب القرآن : ٢ / ٨٤٢.