كلّا : زجر (١). و (عِلْمَ) اليقين : العلم الذي [يثلج الصدر](٢) بعد اضطراب الشّك فيه (٣) ، وتقديره في الإعراب : علم الخبر اليقين ، فحذف المضاف ، ومثله : (وَحَبَّ الْحَصِيدِ) [ق : ٩] ، وأهل الكوفة (٤) يقولون : هو إضافة الشيء إلى نفسه ، وهذا لا يجوز عند البصريين.
وقوله : (لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ) قيل : ترونها في الوقف ، وهو قول الحسن (٥).
وقرأ ابن عامر والكسائي (لَتَرَوُنَ) بالضّم على ما لم يسمّ فاعله ، وقرأ الباقون بالفتح على ما سمي فاعله ، إلا أن الكسائي وابن عامر [فتحوا التاء](٦) في لترونّها (٧).
ولا يجوز همز هذه الواو على قياس : أثؤب في أثوب وأعد في وعد ؛ لأن الضمة هاهنا عارضة لالتقاء الساكنين (٨).
ومن سورة العصر
[١٢١ / و] قوله تعالى : (وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) [العصر : ١ ـ ٣].
العصر : الدّهر ، عن ابن عباس (٩) والكلبي ، وقال الحسن وقتادة : هي صلاة العصر (١٠).
والإنسان : في موضع (النّاس) (١١) ، ولذلك جاز الاستثناء منه (١٢). والخسر : أصله
__________________
(١) معاني القرآن وإعرابه : ٥ / ٢٧٣.
(٢) طمس في الأصل ، والزيادة من التبيان في تفسير القرآن : ١٠ / ٤٠٢.
(٣) بحر العلوم : ٣ / ٥٠٦ ، النكت والعيون : ٦ / ٣٣٠.
(٤) انظر : معاني القرآن للفراء : ١ / ٣٣٠.
(٥) جامع البيان : ٣٠ / ١٨٤.
(٦) طمس في الأصل ، والزيادة يقتضيها السياق.
(٧) إعراب القرآن للنحاس : ٣ / ٧٦٢.
(٨) نبه لهذا الزجاج في معانيه : ٥ / ٢٧٣.
(٩) ابن عباس قال في تفسيره : ٥٣٨ (العصر : ساعة من ساعات النهار).
(١٠) النكت والعيون : ٦ / ٣٣٣.
(١١) مجاز القرآن : ٢ / ٣١٠ ، ومعاني القرآن للفراء : ٢ / ٥ ، والكامل : ٢ / ٧٩٥ ، والأصول : ١ / ١١٢ ، والبغداديات : ٢٥٠.
(١٢) ينظر الصاحبي : ١٨٨ ، ومشكل إعراب القرآن : ٢ / ٨٤١.