أحدها : نصب الاثنين.
والثاني : رفع الاثنين ، وقد قرئ بهما ، قال الشاعر (١) في الرفع : [٩٣ / ظ]
وما هجرتك حتّى قلت معلنة : |
|
لا ناقة لي في هذا ولا جمل |
ويجوز نصب الأول بلا تنوين ونصب الثاني بتنوين قال الشاعر (٢) :
لا نسب اليوم ولا خلّة |
|
اتّسع الخرق على الرّاقع |
ويجوز رفع الأول منونا ونصب الثاني بلا تنوين ، قال الشاعر (٣) :
فلا لغو ولا تأثيم فيها |
|
وما فاهوا به أبدا مقيم |
ويجوز نصب الأول بلا تنوين ورفع الثاني بتنوين ، قال الشاعر (٤) :
وإذا تكون كريهة أدعى لها |
|
وإذا يحاس الحيس يدعى جندب |
هذا وجدكم الصّغار بعينه |
|
لا أمّ لي إن كان ذاك ولا أب |
وحق قوله : (ولا أب) أن يكون منونا إلا أنّه قافية ، والقوافي لا تنون في الوصل.
فهذه خمسة أوجه ، فإن حذفت (لا) الثانية لم يجز فيما بعد الواو إلا التنوين رفعا ونصبا ، نحو قولك : لا غلام وجارية ، ولا غلام وجارية ، قال الشاعر :
لا أب وابنا مثل مروان وابنه |
|
إذا هو بالمجد ارتدى وتآزرا (٥) |
وهذه الوجوه كلها تجوز (٦) في قولنا : (لا حول ولا قوّة إلّا بالله).
__________________
(١) البيت لعبيد بن حصين الراعي ، كما في مجمع الأمثال : ٢ / ٢٢٠ ، وقائل المثل هو : الحارث بن عباد حين قتل جساس كليبا ، وبلا نسبة في معاني القرآن للأخفش : ١ / ٢٤ ، وشرح اللمع لابن برهان : ١ / ٩٦.
(٢) البيت لأنس بن العباس كما نسبه إليه سيبويه في الكتاب : ١ / ٣٤٩ ، وبلا نسبه في مغني اللبيب : ١ / ٢٥٥
(٣) البيت لأمية بن أبي الصلت ، المؤلف ـ رحمهالله ـ كغيره من المفسرين والنحاة لفق صدر البيت إلى عجز بيت آخر ، والصواب إنشاد البيتين هكذا :
ولا لغو ولا تأثيم فيها |
|
ولا حين ولا فيها مليم |
وفيها لحم ساهرة وبحر |
|
وما فاهوا به أبدا مقيم |
الجامع لأحكام القرآن : ١٣ / ٢٦٧ ، وشرح ابن عقيل : ١ / ٤٠٣.
(٤) البيت لرجل من مذحج كما نسبه إليه سيبويه في الكتاب : ١ / ٣٥٢ ، وبلا نسبة في معاني القرآن للأخفش : ١ / ٢٥ ، والمبرد في المقتضب : ٤ / ٣٧١ ، وابن السراج في الأصول : ١ / ٣٨٦ ، والزجاجي في جملة : ٢٣٩.
(٥) لم أقف على قائله ، وهو من شواهد سيبويه في الكتاب : ١ / ٣٤٩ ، وابن برهان في شرح اللمع : ١ / ٩٦.
(٦) ينظر المسألة في الكتاب : ١ / ٣٤٥ ـ ٣٥٠ ، ومعاني القرآن للأخفش : ١ / ٢٣ ، والمقتضب : ٤ / ٣٨٧ ـ ٣٨٨ ، والأصول : ١ / ٣٨٦ ، والجمل : ٢٣٩ ، والحجة لأبي علي الفارسي : ٦ / ٢٢٧.