يا ربّ غابطنا لو كان يطلبكم |
|
لاقى مباعدة منكم وحرمانا |
يريد : يا ربّ غابط لنا ؛ لأن (ربّ) لا تدخل على معرفة ، وإنما تدخل على النكرة وكذلك (كُلِّ.)
قوله تعالى : (وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) [الأحقاف : ٢٩].
يسأل : عن معنى : (وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً؟)
وفيه جوابان :
أحدهما : أن المعنى : صرفناهم بالرّجم بالشهب ، فقالوا إن هذا لأمر كبير ، هذا قول ابن عباس وسعيد بن جبير.
والثاني : أن المعنى عدلنا بهم إليك.
وقيل : صرفوا بالتوفيق.
قال ابن عباس : كانوا سبعة نفر ، وقال زرّ بن حبيش (١) : كانوا تسعة نفر.
قال ابن عباس : كانوا من أهل نصيبين (٢) ، وقال قتادة : صرفوا إليه من (نينوى) وهي مدينة يونس عليهالسلام (٣).
ومن سورة محمد صلىاللهعليهوسلم
قوله تعالى : (وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ) [محمد : ٦]
يسأل عن معنى : (عَرَّفَها لَهُمْ؟)
وفيه جوابان :
أحدهما : أنه تعالى عرفها لهم ، فوصفها [٨٩ / و] على ما يشوق إليها ؛ فعلموا ما يستوجبون بأعمالهم من الثواب ، وما يحرمون بارتكاب المعاصي (٤).
__________________
(١) الأسدي ، يكنى أبا مريم ، ثقة ، روى عن عمر وعلي وعبد الرحمن بن عوف وغيرهم (ت ٨٢ ه). ينظر ترجمته في : الطبقات الكبرى : ٦ / ١٠٤ ، وطبقات خليفة : ٢٣٧ ، ومعرفة الثقات : ١ / ٣٦٩.
(٢) وهي مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام. ينظم معجم البلدان : ٥ / ٢٨٨.
(٣) ينظر معجم البلدان : ٥ / ٣٣٩ ، وينظر في خبرهم جامع البيان : ٢٦ / ٤٠ ـ ٤١ ، وزاد المسير : ٧ / ١٤٢.
(٤) هذا قول الفراء في معاني القرآن : ٣ / ٥٨ ، وأبي عبيدة في مجاز القرآن : ٢ / ٢١٤.