أن همزة الوصل دخلت على متحرك (الحمر) وليس لهما نظير إلا إذا سميت رجلا بالباء من قولك : (اضرب) فانك تقول هذا (إب) وهو مذهب الخليل ، وقال غيره (رب) (١).
ومما يسأل عنه أن يقال : من الذي أمر أن يسألهم؟ وفيه جوابان :
أحدهما : قال الضحاك [٨٦ / ظ] وقتادة يعني به : أهل الكتابين (٢).
والثاني : أنه يعني به : الأنبياء ـ عليهمالسلام ـ حين جمعوا له ليلة الإسراء ، وهو قول عبد الرحمن بن زيد (٣).
وفي الكلام على الوجه الأول حذف ، والتقدير : وسل أمم من أرسلنا من قبلك ، وهو كقوله : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) [يوسف : ٨٢] ، وقيل : سلهم وإن كانوا كفارا فإنّ تواتر خبرهم تقوم به الحجة (٤).
والآلهة : جمع إله ، مثل : إزار وآزرة ، وكان المشركون يعظمون الأصنام تعظيم ملوك بني آدم ، وكان ذلك التعظيم كالعبادة لها ، والمشركون مع ذلك مقرّون أن الله تعالى هو خالقهم ورازقهم (٥) ، ويدل عليه قوله تعالى : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ) [لقمان : ٢٥].
قوله تعالى : (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) [الزخرف : ٨١]
في (إِنْ) هاهنا وجهان :
أحدهما : أن يكون نفيا (٦) ، كأنه قال : ما كان للرحمن ولد ، ومثله قوله : (وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ) [الأحقاف : ٢٦] أي : في الذي ما مكناكم.
والوجه الثاني : أنها شرط (٧) ، والتقدير : قل إن كان للرحمن ولد على زعمكم فأنا أول العابدين وقيل في العابدين ثلاثة أقوال :
__________________
(١) ينظر العين : ٧ / ٣٠١ (سأل) ، وشرح الشافية : ٢ / ٣٢٣.
(٢) ينظر معاني القرآن وإعرابه : ٤ / ٣١٥ ، ومعاني القرآن للنحاس : ٦ / ٣٦٦.
(٣) ينظر معاني القرآن للفراء : ٣ / ٣٤ ، ومعالم التنزيل : ٧ / ٢١٦.
(٤) التبيان في تفسير القرآن : ٩ / ٢٠٣.
(٥) ينظر جامع البيان : ٢٥ / ٨٢ ـ ٨٣.
(٦) هذا قول ابن عباس في تفسيره : ٤٤٧ ، ورواه ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن : ٣٧٣ ، وقال به الفارسي في كتاب الشعر : ١ / ٨٠ ، والنحاس في معاني القرآن : ٦ / ٣٨٨.
(٧) ينظر معاني القرآن وإعرابه : ٤ / ٣٢٠ ، وينظر تأويل مشكل القرآن : ٣٧٣ ، وكتاب الشعر : ١ / ٨٠.