والخير هاهنا : الخيل ، وكان النبي عليهالسلام يسمي (زيد الخيل) (زيد الخير) (١) ، قال قتادة والسّدي : الخير الخيل هاهنا (٢).
ويقال : طفق يفعل كذا وكذا ، وجعل يقول كذا وكذا ، وأخذ يفعل .. كل ذلك بمعنى (٣).
والكرسي : أصله من التّكرّس ، وهو الاجتماع ، ومنه قيل للجر (كراسة) لأنها مجتمعة (٤).
والجسد هاهنا : شيطان ، قال ابن عباس (٥) : اسمه (صخر) ، وقال مجاهد (٦) : اسمه (آصف) ، وقال السّدي : اسمه (حبقيق) (٧).
واختلف في قوله : (فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ) [ص : ٣٣].
فقيل (٨) : كشف عراقيبها وضرب أعناقها ، وقال : لا تشغلني عن عبادة ربي مرة أخرى ، وهو قول الحسن.
وقال ابن عباس : مسح أعرافها ، وعراقيبها حبالها (٩).
قال الزجاج (١٠) : هذا لا يوجب ذنبا ، واستعظم ضرب أعناقها وكشف عراقيبها ، وقال : لعله أوحي إليه بذلك ، وأبيح له ؛ لأن ضرب أعناق الخيل لا يوجبه تأخره عن الصلاة.
قال الفراء (١١) في قوله : (وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً) [ص : ٣٤] أي : صنما.
__________________
(١) ينظر الأمالي الشجرية : ١ / ٦٢ ، واللسان : ٣ / ١٣٦ (جود).
(٢) جامع البيان : ٢٣ / ١٨٤.
(٣) ينظر الصحاح : ٤ / ٥١٧ (طفق).
(٤) ينظر الصحاح : ٣ / ٩٧٠ (كرس).
(٥) تفسير ابن عباس : ٤٢٧.
(٦) تفسير مجاهد : ٢ / ٥٥٠.
(٧) زاد المسير : ٦ / ٣٣٦ ، والجامع لأحكام القرآن : ١٥ / ٢٠١.
(٨) أحكام القرآن : ٣ / ٥٠٢.
(٩) تفسير ابن عباس : ٤٢٧.
(١٠) معاني القرآن وإعرابه : ٤ / ٢٤٩.
(١١) معاني القرآن للفراء : ٢ / ٤٠٥.