بصرتها تلتهم الثّعبانا (١) |
|
شيطانة تزوّجت شيطانا. |
وقال أبو النجم (٢) |
|
الرّأس قمل كلّه وصئبان |
وليس في الرّجلين إلّا خيطان [٨٠ / ظ] |
|
فهي الّتي يفزع منها الشّيطان |
وقال امرؤ القيس (٣) :
أيقتلني والمشرق مضاجعي |
|
ومسنونة زرق كأنياب أغوال |
فشبه أسنته بأنياب الأغوال ، ولا يقول أحد أنه رأى الغول ، ومن قاله من العرب فكاذب ، نحو ما يحكى عن تأبط شرا (٤) ، وهذا قول المحققين من أصحابنا.
قوله تعالى : (فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ (٨٧) فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (٨٨) فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ) [الصافات : ٨٧ ـ ٨٩]
قيل في قوله : (فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ) قولان :
أحدها : أن المعنى : أي شيء ظنكم به أسوأ ظن (٥).
والثاني : فما ظنكم برب العالمين أنه يصنع بكم (٦).
وقيل في قوله : (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ) أقوال :
أحدهما : أن المعنى نظر في علم النجوم (٧) ليعلمهم أنه علمهم مثل ما يعلمون ، فيكون إنكاره لعبادتهم الأصنام وقولهم بعلم النجوم على بصيرة ، لئلا يحتجوا عليه بأنه لا يحسنها ، وكان يقال : (من جهل شيئا عاداه) ، فقال : إني سقيم ، أي : سأسقم.
__________________
(١) من شواهد المبرد في الكامل : ٢ / ٩٩٩ ، بلا نسبة.
(٢) ديوانه : ١٠٤ ، وهو من شواهد المبرد في الكامل : ٢ / ٩٩٨.
(٣) في شرح ديوانه : ٤٩ ، وهو من شواهد النحاس في معاني القرآن : ٦ / ٣٤ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٦ / ٢٩٨.
(٤) ينظر الجواهر الحسان : ١ / ٨٧.
(٥) ينظر الجامع لأحكام القرآن : ١٥ / ٩٢ ، وتفسير القرآن العظيم : ٤ / ١٤.
(٦) روى هذا القول النحاس ونسبه إلى قتادة في معاني القرآن : ٦ / ٣٩.
(٧) معالم التنزيل : ٧ / ٤٤.