و (بينكم) نصبا (١).
قرئ (مَوَدَّة بَيْنِكُمْ) بالنّصب والتنوين (٢). وقرئ (مَوَدَّة بَيْنِكُمْ) بالنّصب والإضافة (٣).
فأمّا من قرأ (مَوَدَّة بَيْنِكُمْ) بالرّفع ، فيجوز فيه وجهان :
أحدها : أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، أي : هي مودة بينكم ، وكذا من رفع ونوّن.
والوجه الثاني : أن يكون خبر (إنّ) وتكون (ما) بمعنى الذي ، والمعنى : إنّ الذي اتخذتم بينكم أوثانا مودّة (٤). وقال الفراء : مَوَدَّة بَيْنِكُمْ رفع بالصّفة (٥) ، وينقطع الكلام عند قوله : (إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً ،) ثم قال : ليس مودتكم تلك الأوثان ، ولا عبادتكم إياها بشيء إنّما مودة ما بينكم في الحياة [٧٢ / و] الدنيا ، ثم ينقطع الكلام (٦).
ف : (ما) على هذا الوجه صلة في (إنّما) كافة ، وتفسير هذا أنّه يجعل (مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ) مبتدأ ، و (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) الخبر.
وأمّا من نصب فيجوز في قراءته وجهان :
أحدها : أن يكون مفعولا له ، أي : للمودة بينكم (٧).
والثاني : أن يكون بدلا من الأوثان.
ويجوز في (أَوْثاناً) الرّفع على أن تكون (ما) بمعنى (الذي) كأنّه قال : إنّ الذي اتخذتم بينكم أوثان ، أي : ليست آلهة.
__________________
(١) هذه قراءة عاصم.
(٢) هذه قراءة نافع وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر.
(٣) هذه قراءة حمزة وعاصم في رواية حفص.
(٤) ينظر السبعة : ٤٩٨ ، ومعاني القرآن وإعرابه : ٤ / ١٢٦ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٢ / ٥٦٨ ، والحجة لابن خالويه : ٢٧٩ ، والحجة لأبي علي الفارسي : ٥ / ٤٢٧ ـ ٤٣١ ، والمبسوط : ٣٤٣ ، ومشكل إعراب القرآن : ٢ / ٥٥٢ ـ ٥٥٥.
(٥) أي قوله تعالى : فِي الْحَياةِ الدُّنْيا.
(٦) هنا ينتهي قول الفراء ، وهو في معاني القرآن : ٢ / ٣١٦.
(٧) قال بهذا الزجاج في معاني القرآن وإعرابه : ٤ / ١٢٦ ، وأبو زرعة في حجة القراءات : ٥٥١.