يقال : زوج وزوجة (١) ، وعلى اللغة الأولى جاء القرآن (٢) ، ومن الّلغة الثانية قول الشاعر :
وإنّ الّذي يسعى ليفسد زوجتي |
|
كساع إلى أسد الشرى يستبيلها (٣) |
والظّمأ : العطش (٤) ، ويضحى : ينكشف إلى الشمس (٥) ، قال عمر بن أبي ربيعة (٦) :
رأت رجلا أمّا إذا الشّمس عارضت |
|
فيضحى وأمّا بالعشيّ فيخصر |
يقال : ضحى الرجل يضحي إذا برز للشّمس ، قال ابن عباس وقتادة وسعيد بن جبير : لا تعطش ولا يصيبك حرّ الشمس (٧).
فصل :
وممّا يسأل عنه أن يقال : لم قال : (فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى ،) ولم يقل : فتشقيا؟
والجواب : أنّ المعنى على ذلك ؛ لأنّه خطاب له ولزوجته ، إلا أنه اكتفى بذكره عن ذكرها ، لأنّ أمرهما في السبب واحد فاستوى حكمهما في استواء العلة (٨).
وممّا يسأل عنه أن يقال : كيف جمع بين الجوع والعري ، وبين الظمأ والضّحو ، والظمأ من جنس الجوع ، والضّحو من جنس العري؟
وعن هذا جوابان :
أحدهما : أن الضّحو الانكشاف إلى الشمس على ما تقدم ، والحر عنه يكون ، والظمأ أكثر ما يكون من شدة الحر ، فجمع بينهما في اللفظ لاجتماعهما في المعنى ، وكذلك الجوع والعري يتشابهان من قبل أن الجوع عريّ في الباطن من الغذاء ، والعري ظاهر للجسم.
__________________
(١) الصحاح : ١ / ٣٢٠ (زوج).
(٢) كقوله تعالى : (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة) (البقرة : ٣٥).
(٣) البيت للفرزدق ، ديوانه : ٧١ ، وهو من شواهد القرطبي الجامع لأحكام القرآن : ١ / ٢٤٠ ، وابن منظور في اللسان : ١١ / ٧٤ (بول). الشرى : مأسدة جانب الفرات يضرب بها المثل. ينظر الصحاح : ٦ / ٢٣٩١ (شرى). يستبيلها : أي يأخذ بولها في يده اللسان : ١١ / ٧٤ (بول).
(٤) اللسان : ١ / ١١٦ (ظمأ).
(٥) العين : ٣ / ٢٦٥ (ضحو).
(٦) ديوانه : ١٢١ ، وهو من شواهد الفراء في معاني القرآن : ٢ / ١٩٤ ، وأبي عبيدة في مجاز القرآن : ٢ / ٣٢.
(٧) التبيان في تفسير القرآن : ٧ / ٢١٥ ، ومجمع البيان : ٧ / ٦٢.
(٨) ينظر معاني القرآن للفراء : ٢ / ١٩٣ ، وزاد المسير : ٥ / ٢٢٦.