الابتداء والخبر ، وجعل الجملة خبرا (لبات) ، وقدّره الخليل : فأبيت بمنزلة الذي يقال له لا حرج ولا محروم. وأمّا النصب في (أَمَداً) :
فقال الزجاج (١) : إنه تمييز ، وهذا وهم ؛ لأنّ (أَحْصى) فعل وليس باسم (٢) ، قال الله تعالى : (أَحْصاهُ اللهُ وَنَسُوهُ) [المجادلة : ٦].
وقال مرة أخرى : هو منصوب ب : (لَبِثُوا) على الظرف (٣) ، وهذا القول أصح من الأول (٤). وأي الحزبين هاهنا يراد به : الفتية من [٥٢ / و] حضرهم من أهل زمانهم (٥).
قوله تعالى : (سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً) [الكهف : ٢٢].
الرجم : القذف (٦) ، عن قتادة ، وروي عن ابن عباس أنه قال : أنا والله من ذلك القليل الذي استثنى الله تعالى ، كانوا سبعة وثامنهم كلبهم (٧).
فصل :
وممّا يسأل عنه أن يقال : لم دخلت (الواو) في قوله : (وَثامِنُهُمْ ،) وحذفت فيما سوى ذلك؟
والجواب : أنها دخلت لتدل على تمام القصة ، وموضعها مع ما بعدها نصب على الحال (٨).
وقيل : دخلت لتعطف جملة على جملة (٩).
__________________
(١) معاني القرآن وإعرابه : ٣ / ٢٢١.
(٢) ينظر مشكل إعراب القرآن : ١ / ٤٣٨.
(٣) معاني القرآن وإعرابه : ٣ / ٢٢١.
(٤) النحاس في إعراب القرآن أيّد الرأي الأول.
(٥) ينظر بحر العلوم : ٢ / ٢٩٢.
(٦) ينظر العين : ٦ / ١١٩ (قذف) ، وتأويل مشكل القرآن : ٥٠٨.
(٧) ينظر معاني القرآن للفراء : ٢ / ١٣٨ ، ومعاني القرآن وإعرابه : ٣ / ٢٢٦.
(٨) ينظر معاني القرآن وإعرابه : ٣٠ / ٢٢٦ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٢ / ٢٧١ ، وسر صناعة الإعراب : ٢ / ٦٤٤ ، ومشكل إعراب القرآن : ١ / ٤٣٩.
(٩) معالم التنزيل : ٥ / ١٦١.