عوج ، وكذلك ليس في الأرض عوج ، ويقال : في العصا عوج بالفتح.
وأجمع العلماء (١) على [٥٠ / ظ] أنّه على التقديم والتأخير ، أي : أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا.
قال ابن عباس والضحّاك : أنزله مستقيما معتدلا.
وقيل : ولم يجعل له عوجا أي : لم يجعله مخلوقا ، ويروى هذا عن ابن عباس أيضا (٢).
ووزن (قيم) فيعل ، وأصله (قيوم) فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء فيها ، وهذا حكم (٣) كل (واو) و (ياء) اجتمعتا وسبقت الأولى منهما بالسكون ، نحو : سيّد وميّت وطيّ وليّ ، والأصل : سيود وميوت وطوي ولوي ، ففعل بهذه الأشياء ما ذكرناه ، وقرأ الأعمش (الم (١) اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) [آل عمران : ١ ـ ٢] ، وروي أنّ عمر قرأ الحي القيام والأصل فيه القيوام ، ففعل به ما قد ذكرناه ، وكذلك : القيّوم ، أصله : قيووم (٤).
ونصب (قَيِّماً) [الكهف : ٢] على الحال من الكتاب (٥) ، والعامل فيه (أَنْزَلَ).
قوله تعالى : (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً) [الكهف : ٥]
الكلمة هاهنا : قولهم : (اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً) [الكهف : ٤](٦) ، واختلف في نصبها :
فقال قوم (٧) : انتصب على تفسير المضمر ، على حدّ قولك : نعم رجلا زيد ، والتقدير على هذا : كبرت الكلمة كلمة ، ثم حذف الأول ؛ لدلالة الثّاني عليه ، ومثله : كرم رجلا زيد ، ولؤم صاحبا عمرو.
__________________
(١) منهم : الفراء في معاني القرآن : ٢ / ١٣٣ ، والأخفش في معاني القرآن : ٢ / ٣٩٣ ، وابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن : ٢٠٦ ، والنحاس في إعراب القرآن : ٢ / ٢٦٥ ، والسمرقندي في بحر العلوم : ٢ / ٢٨٨.
(٢) ينظر تفسير ابن عباس : ٣٢٦.
(٣) الكتاب : ٢ / ٣٧١ ، ومعاني القرآن للفراء : ٢ / ٣٥.
(٤) ينظر المحتسب : ١ / ١٥١.
(٥) ينظر مشكل إعراب القرآن : ١ / ٤٣٧.
(٦) منهم الطبري في جامع البيان : ١٥ / ٢٤١ ، وينظر شرح عيون الإعراب : ١٥٩ ، والجامع لأحكام القرآن : ١٠ / ٣٥٣ ، ومغني اللبيب : ٢ / ٤٨٩.
(٧) منهم الفراء في معاني القرآن : ١ / ٢٦٨ ـ ٢٦٩ ، والأخفش في معاني القرآن : ٢ / ٣٩٣ ، وابن السراج في الأصول : ١ / ١١٥ ، والصيمري في التبصرة والتذكرة : ١ / ٢٨١ ، وابن برهان في شرح اللمع : ٢ / ٤٢٠ ، وابن بابشاذ في شرح المقدمة المحسبة : ٢ / ٣٨٤.