حامض ، أي : جمع الطّعمين.
والرابع : أن يكون (بعلي) عطف بيان على هذا و (شيخ) خبر المبتدأ.
والخامس : أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، كأنّك قلت : هو شيخ.
قوله تعالى : (قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) [هود : ٨١].
يقال : سرى وأسرى ، والسّرى : سير الّليل (١) ، قال الله تعالى : (وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) [الفجر : ٤] ، فهذا من سرى ، وقال : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ) [الإسراء : ١] ، وقال امرؤ القيس (٢) :
سريت بهم حتّى تكلّ مطيّهم |
|
وحتّى الجياد ما يقدن بأرسان |
وقال النابغة (٣) :
أسرت عليه من الجوزاء سارية |
|
تزجي الشّمال عليه جامد البرد |
فقال أسرت ، وقال : سارية [٤٠ / ظ] أخذه من (سرى) فجمع بين اللّغتين.
و (القطع) القطعة العظيمة تمضي من الّليل (٤).
قال ابن عبّاس : طائفة من الّليل (٥).
وقيل : نصف الّليل ، كأنه قطع نصفين (٦).
وقرأ ابن كثير ونافع فأسرِ من سريت ، وقرأ الباقون (فَأَسْرِ)(٧).
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو إِلَّا امْرَأتكَ بالرّفع على البدل من (أَحَدٌ ،) كأنّه قال :
__________________
(١) العين : ٧ / ٢٩١ (سير).
(٢) ديوانه : ٨٢ ، وهو من شواهد الزّجاج في معاني القرآن وإعرابه : ٣ / ٥٦.
(٣) ديوانه : ٣١ ، وهو من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن : ١ / ٢٩٥ ، والزّجاج في معاني القرآن وإعرابه : ٣ / ٥٦ ، والأزهري في تهذيب اللغة : ١٣ / ٥٢.
(٤) ينظر الصحاح : ٣ / ١٢٦٧ (قطع).
(٥) تفسير ابن عبّاس : ٢٨٧.
(٦) النكت والعيون : ٢ / ٤٩١.
(٧) السبعة : ٣٣٨ ، والروضة : ٥٨٢ ، وإرشاد المبتدي : ٣٧٢.